سفارش تبلیغ
صبا ویژن

اشار قاپد عظیم الشان اثوره ال اسلامیه-!!

الغیرة الدینیة لدى الأمة الإسلامیة حوّلت استشهاد الشهید سلیمانی إلى حدث عظیم وفرصة
2022/01/09
التقى الإمام الخامنئی صباح الیوم الأحد 9/1/2022 جموعاً من أهالی مدینة قم المقدّسة فی الذکرى السنویّة لانتفاضة یوم «9 دی» الواقعة فی 9/1/1978، قائلاً لهم إنّ «الغیرة الدینیّة للشعب الإیرانیّ شکّلت العامل لإنقاذ البلد فی اللحظات المصیریّة وإلحاق الهزیمة بمن شنّوا حرباً دولیّة على إیران». وأشار قائد الثورة الإسلامیّة إلى أنّ أمریکا لا تزال تخطئ فی نظام حساباتها، وأنّ أصل عدائها وحقدها ینبع من النظرة الدینیّة والثوریّة للشعب الإیرانی إلى القضایا الجاریة فی العالم والبلاد. کما وصف سماحته استشهاد الشهید سلیمانی بـ«الحدث التاریخیّ العجیب الذی لم یتوقّع العدوّ والصدیق أن یکون بهذه العظمة»

قال قائد الثورة الإسلامیة، الإمام الخامنئی، فی اتصال متلفز مع أهالی قم صباح الیوم الأحد 9/1/2022، إنه لا بد من الإبقاء على الأحداث التاریخیة التی تحتوی مضامین عمیقة وتوصل رسائل مهمة إلى الأجیال اللاحقة، ومن ذلک انتفاضة «19 دی» لأهالی قم ضد النظام الشاهنشاهی. ورأى سماحته أن ما حدث فی «19 دی» دلالة على عمق المعتقدات الدینیة لدى الناس، قائلاً: «لو لم یکن الإمام الخمینی محور هذا الحدث، ما حدث شیء من ذلک القبیل، ولم یکن فی وسع أی شخص أو تیار آخر أن یخلق مثل هذه الحالة فی مدینة ما».
 
واستذکر الإمام الخامنئی معظم القضایا الاجتماعیة والثوریة المهمة التی أحدثها فی الأعوام المئة والخمسین الماضیة، خالصاً إلى أن «منشأَ هذه الأحداث المراجعُ الدینیة أو المناضلون والعلماء الدینیون المدرکون للسیاسة». وقد استشهدَ بأمثلة کقضیة حظر المیرزا الشیرازی للتنباک، وقضیة جوهرشاد التی قادها الحاج آغا محسن القمی، و«15 خرداد» الإمام الخمینی (قده).
 
فی الوقت نفسه، رأى سماحته أن هذه الأحداث هی سبب العداء الصریح للقوى المستکبرة تجاه العلماء الدینیین والسیاسیین، فضلاً عن معاداتهم الدین السیاسی والفقه السیاسی. ومضى فی إبراز دور الغیرة الدینیة عند الناس فی الأمور المهمة المذکورة، وأرجع منشأ ذلک إلى بصیرتهم، «فالبصیرة فرع من العقلانیة وعمق التدین... الإمام الخمینی وآیة الله المصباح الیزدی مثالان على الذین اتسموا بالتدیّن مع ذروة العقلانیة».
 
فی شرح لأحداث «19 دی»، أشار قائد الثورة الإسلامیة إلى کلام الرئیس الأمیرکی الأسبق جیمی کارتر عن إیران وخطأ حساباته بشأن اعتبار إیران «جزیرة استقرار» فی عهد نظام بهلوی، لافتاً إلى أن حرکة أهالی قم «کانت المبعثرَ للحسابات غیر الدقیقة لدى بهلوی وأمریکا». وقال: «الحسابات الأمریکیة المخطئة مستمرة، ومثال ذلک استشهاد سلیمانی، حین ظنوا أنه بالقضاء علیه ستنطفئ هذه الحرکة العظیمة»، مستدرکاً: «رأینا أن هذه الحرکة العظیمة حدثت هذا العام فی الذکرى الثانیة لاستشهاده... إن ید القدرة الإلهیة هی فقط مَن خلق هذه الحرکة العظیمة وحالة التعبیر عن المحبة».
 
کذلک، أوضح الإمام الخامنئی أن الطریق إلى الانتصار الحقیقی لتحقیق نهضة الثورة الإسلامیة هو معرفة المهمات والخطوات إلى المستقبل وتحدید الآفاق والتحرک نحوها بکل قوة، مؤکداً أهمیة الحفاظ على الغیرة الدینیة کونها عاملاً لإنقاذ البلاد فی اللحظات المصیریة المختلفة. وقال سماحته: «الغیرة الدینیة هی التی تحوّل التهدیدات إلى فرص، والمثال على ذلک (حرب) الدفاع المقدس ثمانی سنوات عندما دفعت الغیرة الدینیة الرجال أن یذهبوا إلى الجبهة وینتصروا فی هذه الحرب الدولیة التی تواطأ فیها الجمیع معاً لکی یهزموا الإمام (الخمینی) والنهضة».

قائد الثورة الإسلامیة تحدث عن أنّ استشهاد الشهید سلیمانی صار فی الوقت الحالی أیضاً «حدثاً تاریخیاً وعجیباً»، معقباً: «لم یظن أحد أن هذا الحدث سیصیر بهذه العظمة، وأن الله المتعالی سیمنحه هذه العظمة». وأشار سماحته إلى تشییع جثمان الشهید سلیمانی کأحد الأمثلة على عظمة هذا الحدث، قائلاً: «أظهر الشعب الإیرانی تحت نعش الشهید سلیمانی هویته ووحدته بالمعنى الحقیقی للکلمة، وقد تم تشییعه فی مدن مختلفة فی إیران، وذلک التشییع العظیم فی العراق»، وتابع: «الحدث نفسه کان سیتکرر لو أخذوا جثمان الشهید أیضاً إلى سوریا ولبنان وباکستان... أظهر هذا الحدث الحرکة العظیمة لدى الأمة الإسلامیة، فلقد کان عظیماً، إذ حوّلت غیرة الشعب المسلم تلک الحادثة إلى فرصة».
 
بشأن الصمود فی وجه العدو، قال الإمام الخامنئی: «التفاوض والتحدث مع العدو أمر آخر، لکننا لم ولن نستسلم أمام تجبّر العدو وکلامه... یریدون تقویض ذلک، والتقلیل من أهمیة هذه المبادئ البارزة، وهذا جزء من الحرب الناعمة الواسعة والمتنوعة التی یخوضها العدو». کما تکلم سماحته حول مخطط الأعداء لبثّ الفرقة بین الشعوب، وأسلوب بعضهم فی خلق التفرقة من أجل الحکم وفقاً لرغباتهم، قائلاً: «فی بلدنا، یعیش الشیعة والسنة معاً منذ قرون ولم یکن لدیهم مشکلات... أحیاناً کانت لدینا خلافات وصراعات بین القومیات لکن لم یکن لدینا أی صراع وخلاف بین الشیعة والسنة».
 
وفی هذا الصدد، قال: «حکومة الجمهوریة الإسلامیة حکومة إسلامیة ورایتها رایة التشیّع، ومع ذلک، یُشاهَد فی البلدان الإسلامیة حیث یعیش أهل السنة أن هناک تعبیراً قویاً عن المحبة والغیرة والتعاون والدعم للجمهوریة الإسلامیة، ففی عدد من البلدان، من شرقی آسیا إلى غربی أفریقیا، هناک أناس لیسوا شیعة ویعاملون الجمهوریة الإسلامیة بهذه الطریقة». کما رأى سماحته أن حرکة الناس فی مختلف البلدان خلال ذکرى استشهاد الشهید سلیمانی کانت «تعبیراً عن هذه الحقیقة».
 
فی جزء آخر من خطابه، تحدث الإمام الخامنئی عن خلق الأمل فی البلاد، وفی المقابل البرامج الجاریة لإضعاف الأمل لدى جیل الشباب، فقال: «هناک من یحاول تقویض الأمل لدى الشباب وجعلهم یائسین وغیر واثقین بالمستقبل حتى لا یکون هناک أی أفق أمامهم»، واستدرک: «إنها مسؤولیتنا أن نعزز هذا الأمل فی قلوبهم، فعلى مسؤولی الدولة أن ینتبهوا إلى هذه النقطة وهی أن کثیراً من أفعالهم الإیجابیة یمکن أن یملأ قلوب الشباب بالأمل».

عناوین خاصة